صرح صلاح الدين الماجري بكل “جرأة” مساء 15 فيفري 2022، في برنامج “للتاريخ” على قناة التاسعة لمقدمه الإعلامي برهان بسيس، الذي قدمه كأستاذ و كمدافع عن الكيان الصهيوني في مناظرة مقابل الأستاذ المحامي حمادي بكار المستشار القانوني لمحكمة الجنايات الدولية والناشط المناصر للقضية الفلسطينية.
وصرح الماجري أنّه مع “سلام” يجمع الشعبين “الإسرائيلي” والفلسطيني وحتى مع الشعب اليهودي وتعاد إليهم ما زعم أنها “ثرواتهم المنهوبة” في إشارة إلى أرض فلسطين التاريخية، ودعم مقدم البرنامج برهان بسيس الماجري قائلا:
- إنّ لا جدوى من المقاومة المسلحة التي لن تعيد للفلسطينيين أرضهم بل وجب الانخراط في مفاوضات السلام.
تطبيع علني
حتى أنّ الأستاذ الماجري تنكر لاسمه و طالب أن يخاطبه الناس بالأستاذ الماجري باعتبار تعمقه في شخصية “صلاح الدين الأيوبي”، قائلا :
- أنا لا أفتخر بحملي لهذا الاسم، الذي دمر مكتبة الإسكندرية وما لحق ذلك من دمار.
وزعم الماجري أنّ الحل الوحيد لتونس أن تتصالح مع الدول العظمى على غرار “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية، مروجا لحلّ الدولتين على أنّه الحل الوحيد من أجل “السلام” وإنهاء الحرب.
و واصل الماجري في مدح دولة الكيان الصهيوني “إسرائيل” وحفظها كرامة مواطنيها وتضحيتها من أجله، قائلا :
- أنا في بلاصة إسرائيل مانمشيش معاهم العرب في السلام.
الجزء الاول :
خطاب يروج صاحبه إلى أنّ لا حق للفلسطينيين في أرضهم التاريخية وأنها أرض الميعاد من حق اليهود وهي “ثروتهم المنهوبة”، تبنت بثّه قناة التاسعة عبر برنامج حرك في حلقات متفرقة نوازع الطائفية في استيراد ركيك للنموذج الشرقي باعتبار أن لا نزاع طائفي في تونس عكس ما ادعاه ضيوف البرنامج حينها.
الجزء الثاني :
فقد سمح بسيس لمتطبع تونسي أن يظهر بوجه مكشوف ليدافع عن وجود الكيان الصهيوني، فبداعي الرأي والرأي الآخر، بعد أن كان التطبيع “خيانة عظمى” ولا صوت له في وسائل الإعلام التونسية.
سوابق قناة التاسعة
في 10 أكتوبر من سنة 2019، تراجعت قناة التاسعة عن بثّ حوار قام به الصحافي الاستقصائي زهير طابا مع الضابط السابق بالموساد الاسرائيلي “اري بن ميناشي” الذي تعاقد معه نبيل القروي لملاقاة ترامب وبوتين.
وأوضح زهير طابة في تصريح لإذاعة “الجوهرة اف ام”، أنه اشترط على كل الذين اتصلوا به تمرير الحوار دون حذف أو مونتاج وهو ما دفع بعض القنوات إلى التراجع عن محاولة بثه إلا قناة “التاسعة”.
التي التزمت ببثه وفقا لشروطه ودون مونتاج، مشيرا الى أن المفاوضات مع قناة “التاسعة” كانت تسير بشكل جيد وتم الحسم في الأمور المالية أيضا دون إشكالات تذكر.
وأكد طابة أن تعطل تمرير الومضة الإشهارية الخاصة بالحوار أوقع لديه الشك وعند اتصاله بمسؤولين في القناة تبين له أن هناك تململا قانونيا يمنع بث الحوار في الموعد المتفق عليه.
مشيرا إلى أنه توصل بعد بحثه عن أسباب تراجع قناة “التاسعة” كما كان متفقا عليه إلى أن هيئة الدفاع عن القروي هددت بمقاضاة القناة وتتبعها.
أما في رمضان سنة 2018، إثرضغوط لمنع بثّ برنامج “شالوم” (كاميرا خفيّة تونسي اصطاد سياسيين وناشطين حيث عرض عليهم التعامل مع إسرائيل) تمّ بثه على قناة “تونسنا” بعد أن تراجعت القناة التي أنتجته قناة “التاسعة” عن بثه !!
إذا هل اختفت الضغوط السياسية والقيمية من طريق قناة “التاسعة” لتسمح بتطبيع المشاهد التونسي مع ظهور علنيّ لمطبعين تونسيين، لم نكن نرى منهم إلا أسماؤهم في تسريبات سرية أنكروا صحتها؟