اعتبر مجلس شورى حركة النهضة، في بيان صادر إثر اجتماعه الاستثنائي مساء أمس الخميس 14 جويلية 2022، أن استهداف رئيس الحركة راشد الغنوشي ''في حريته هو استهداف سياسي مفضوح للحركة ومناضليها وللتجربة الديمقراطية في تونس و استهداف لشعب التونسي ، ومحاولة للتغطية على الفشل المحتوم الذي ينتظر استفتاء 25/07''، محملا ''مسؤولية ما قد يتعرض له راشد الغنوشي لمن أسماها بـ ''سلطة الانقلاب التي تستهدفه وتسعى لتوظيف القضاء في ذلك''.
وعبر شورى حركة النهضة، عن تضامنها حمادي الجبالي، معتبرا أنه يتعرض إلى ''استهداف ومحاولات متكررة للزج به في قضايا لا علاقة له بها''، متمنيا له الشفاء العاجل بعد اجرائه عملية على القلب.
كما أكّد موقف حركة النهضة الرافض لكل مسار ما وصفه بـ ''الانقلاب'' وما ينتج عنه، معتبرا أن النسخة المعروضة من مشروع الدستور على الاستفتاء عملا باطلا ناتجا عن انقلاب على الديمقراطية ومؤسساتها ودستورها''، وفق البيان.
كما اعتبر أن ''الاستفتاء المعلوم النتائج ليس الاّ مسعى لإضفاء شرعية على دستور الانقلاب الذي حصر كلّ السلط بيد الرئيس وأسّس لحكم فردي مطلق وهمّش السلطة التشريعية والسلطة القضائية وألغى الحكم المحلي وقزّم المحكمة الدستورية ووفّر للرئيس كلّ أدوات التفرّد والسيطرة على مختلف السلطات''، مضيفا أنه ''لكلّ هذه الأسباب فإنّ موقف حركة النهضة هو رفض هذا الاستفتاء المهزلة والدعوة إلى مقاطعته''، وفق نص البيان.
وعبّر مجلس شورى حركة النهضة أيضا عن رفضه القاطع ''للمحاكمات التي يتعرض لها نواب الشعب والصحفيون والمدونون والنشطاء''، معتبرا أن ''ما تقوم به سلطة الانقلاب هو تصفية حسابات سياسية ضدّ المعارضين والرافضين للانقلاب من أجل إلهاء الرأي العام وصرفه عن قضاياه الحقيقية وعلى رأسها الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وفقدان المواد الأساسية من السوق فضلا عن عزل البلاد عن محيطها''، بحسب البيان.
ودعا في البيان ذاته، ''كل القوى السياسية والمدنية إلى الوحدة ورصّ الصفوف من أجل انقاذ بلادنا من ديكتاتورية زاحفة ستقود البلاد الى الانهيار والفوضى، ويحيّي جماهير الحزب أعضاء وأنصارا وكلّ القوى المشاركة في التحركات المناهضة للانقلاب والمدافعة عن قيم الثورة ومكاسبها وعن الحقوق الأساسية للمواطن''.
كما ندّد بما اعتبره ''استهدافا متواصلا'' للسلطة القضائية وقال إنه ''يهدف الى تركيع القضاة وتحويلهم الى موظفين يتلقون التعليمات''، مكبرا ''صمود هياكل القضاة المختلفة في النضال البطولي الذي يخوضونه منذ أسابيع من أجل تثبيت استقلالية القضاء والدفاع عن مرفق العدالة أمام تغوّل السلطة التنفيذية''.